الكابتن ضاعن سيف اسم ارتبط بكرة السلة ليس فقط بنادي النصر بل في الدولة، وهو من أبرز ما قدمته قلعة العميد النصراوي للمنتخب الوطني في السنوات الأولى لنشأة اللعبة بالنادي وبالدولة، كما يعد سيف واحد ممن أثروا اللعبة مع نشأتها الأولى، وصال وجال لاعباً وتألق مدرباً.

وجود الكابتن ضاعن سيف كان عاملاً مهماً للغاية في وجود اللعبة على خارطة العميد.. وعشق اللعبة وعاش معها سنوات طويلة ومع مرور الوقت بدأت السلة داخل النصر تتألق، ولكنها لم تنس يوماً المولود الأول بين جدران النادي وأحد عمالقتها القدامى.

موقع” اتحاد كرة السلة” تحدث مع الكابتن ضاعن سيف، ليكشف لنا خلال حواره الصريح عن الكثير من أيام زمنه الجميل والنشأة الأولى للعبة بالإمارات.

حوار: صفاء عامر

ولم ينس ضاعن سيف تلك المباراة الكبيرة التي جمعت فريقه النصر في الثمانينات مع الشارقة، حيث سرد تفاصيل ممتعة ومثيرة في نفس الوقت عن تلك المباراة وكأنها الأمس.

الاتحاد: ما قصة تلك المباراة الشهيرة مع الشارقة؟

ضاعن سيف: القصة بدأت عندما كان لدينا مباراة مع الشارقة على ملعبنا، بعد أن انتهت المباراة الأولى بفوز الشارقة بفارق وصل إلى 30 نقطة تقريباً، والطريف أن إداري نادينا بالنصر كان متأكداً أننا سنخسر المباراة الثانية أيضاً، ولكنني أخذتها مباراة كتحدي ورأيت الخسارة في عيون زملائي بالفريق قبل المباراة بعدة أيام، ولكنني تحدثت مع مدربنا المصري أحمد كامل وقتها وطلبت منه أن نتدرب بمنتهى القوة لنحقق الفوز، وكنت أذهب بسيارتي لإحضار اللاعبين من منازلهم لتشجيعهم على خوض المباراة، وتحقيق الفوز  على الشارقة الذي كان يضم بين صفوفه ثنائي سنغالي دولي طول كل منهما 205 سم و213 سم، وفريقنا به لاعب سوداني وآخر صومالي، وقبل المباراة بيوم كانت هناك أمطار غزيرة ملأت ملعبنا المكشوف وقتها، وتم نقل المباراة إلى صالة نادي الشارقة.

وفي اللقاء جاءت الأحداث سجالاً، حتى قبيل النهاية بقليل كان الشارقة متقدما بنقطة، وكانت لنا هجمة طلب مني المدرب أن أمرر الكرة لزميلي السوداني في الوقت المستقطع، ولكن عندما دخلنا الملعب قلت لزميلي السوداني مرر لي وأنا سأسجل، وبالفعل أخذت الكرة وسجلت نقطتين لتنتهي المباراة لصالحنا بفارق نقطة، لنحقق الانتصار المثير وأفوز برهان “وجبة الغوزي” التي تحدثت عنها قبل المباراة.

الاتحاد: بالرجوع للبداية ومتى بدأت في اللعبة؟

ضاعن سيف: مع بداية كرة السلة بالدولة بدأت مسيرتي، وكان عمري وقتها 14 عاماً، وظللت بها وبين جدران نادي النصر لمدة طويلة حيث تركت اللعبة وعمري 35 سنة تقريباً.

مجال التدريب

الاتحاد: بعد الاعتزال إلى أين اتجهت؟

ضاعن سيف: إلى مجال التدريب سواء في نادي النصر أو بالمنتخب، فكنت من الأوائل الذين دربوا منتخبنا الوطني وهذا شرف كبير لي.

الاتحاد: كم بطولة حصلت عليها كلاعب؟

ضاعن سيف: أنا لعبت في كل المراحل العمرية بالنادي كوني واحد من المؤسسين، وخلال مشواري من الممكن القول إنني حصلت على خمس بطولات مختلفة، ولعبت بفئة الناشئين ثم الشباب، ومع مرحلة الشباب كنت مع الفريق الأول والمنتخب أيضاً.

الاتحاد: السبب في التوجه للتدريب؟

ضاعن سيف: حبي لكرة السلة إضافة إلى أنني تدربت على يد عدد كبير من المدربين ومن مدارس مختلفة، فكانت رغبتي أن أقدم خبرتي مع هؤلاء المدربين للاعبي النادي والمنتخب والحمد لله ظللت لفترة ليست بالقصيرة في مجال التدريب، وأعتقد أنني قدمت خلالها مما جعل اللعبة تنطلق للأمام، وأحببت التدريب كثيراً عن التحكيم، وحصلت على دورات تدريبية مختلفة من إيطاليا وامريكا.

الاتحاد: لماذا تركت مجال السلة منذ سنوات طويلة؟

ضاعن سيف: ظروف عملي جعلتني أبتعد كثيرا عن اللعبة حيث كان عملي العسكري في أبو ظبي والعين، أضف إلى ذلك الإصابة التي جعلتني أبتعد عن اللعبة عندما كان عمري 35 عاماً تقريباً، وأنا ما زلت في الملاعب لكن الإصابة كان لها دورها المؤثر في الابتعاد المباشر، حيث كنت أعمل من الصباح الباكر حتى العصر، والرياضة تحتاج إلى الالتزام فرأيت أن الالتزام في عملي كان الأهم في ذاك الوقت، خاصةً وأنني كما قلت تعرضت للإصابة

الاتحاد: من هم جيلك من اللاعبين السابقين؟

ضاعن سيف: أنا من الرعيل الأول للعبة وكانت هناك مجموعة كبيرة أذكر منهم، المرحوم فوزان وأحمد جاسم وعبيد سلطان والمرحوم الجميري وآخرون، قدمنا معاً مباريات ومستويات متميزة على مستوى النادي والمنتخب.

فوارق

الاتحاد: كيف ترى اللعبة في السابق وحالياً؟

ضاعن سيف: كنا نحب اللعبة ونقدم لها كل وقتنا، والدليل أننا كنا سابقاً نجلس فترات طويلة في الملاعب بعكس الوضع الراهن، فعمر اللاعب قصيراً في الملاعب مقارنة بجيلنا الأسبق، ولم نكن نبحث عن المال بقدر الاستمتاع باللعبة، وكان هناك تحد كبير بين اللاعب المواطن والأجنبي، وأنا مثلاً كنت أسجل ما بين 30 إلى 35 نقطة، وكان التحدي كبيراً بيني وبين اللاعب الأجنبي، وربما يكون هذا الحماس بين اللاعبين قد اختفى في الوقت الراهن.

الاتحاد: لماذا ابتعد جمهور السلة؟

ضاعن سيف: هناك العديد من النقاط التي تجذب الجماهير، ومنها لابد أن تكون المواعيد الخاصة بالمباريات مناسبة للجماهير، وكذلك عمل دعاية مناسبة للمباريات خاصة الجماهيريةـ وهذه مسؤولية مشترك بين الاتحاد والنادي.

الاتحاد: لماذا اختفت العناصر طويلة القامة؟

ضاعن سيف: يعتمد ذلك على كيفية الاختيار من جانب المدربين، ولابد أن يتم البحث عن هؤلاء اللاعبين وموضوع الكشافين في مجال اللعبة مهم للغاية، واختفت العناصر أصحاب القامات الطويلة.

الاتحاد: لماذا تقلص عدد المدربين والحكام المحليين؟

ضاعن سيف: لابد لاتحاد السلة أن يشجع المدرب والحكم المواطن من خلال مبادرات مهمة، ولكن الأهم في ذلك أن يكون المدرب أو الحكم المواطن لديه الرغبة الأكيدة، لكن في حال عدم عشقهم للعبة فلن تُجدي أي حلول يقدمها اتحاد السلة.

أهمية المدارس

الاتحاد: كيف ترى دور المدارس في تفريخ المواهب؟

ضاعن سيف: لابد من تشجيع وتعليم الصغار في المدارس، ولكن من يوجد في المدارس حالياً ليس لديهم الكفاءات التدريبية العالية التي يستطيع من خلالها توجيه اللاعب، وهي عوامل تغيب تماماً عن المدراس حيث الرياضة مجرد نشاط فقط وليس مخزون لإفراز المواهب، وبالتأكيد المدراس تعتبر كنز رياضي في كل الألعاب وليس في كرة السلة فقط، بل يجب أن يكون هناك مدربين مؤهلين لهذا العمل وليست حصة تنشيطية.

Share Now

About Author

Related Post